فلسطين من حل الدولتين

فلسطين من حل الدولتين إلى حل الدولة الواحدة...!«2-3»

  • فلسطين من حل الدولتين إلى حل الدولة الواحدة...!«2-3»

اخرى قبل 4 سنة

فلسطين من حل الدولتين إلى حل الدولة الواحدة...!«2-3»

د.عبد الرحيم جاموس

ولكن مع هذه الميوعة في الموقف الدولي وفقدان قراراته قوة الالزام والتنفيذ، والتداعي والتراخي العربي، واصل الكيان الصهيوني احتلاله الأراضي والتنكر لكافة القرارات الدولية، وواصل سياسته الاستيطانية واجراءاته العدوانية الهادفة الى عدم التمكين من اقرار حل واقعي يؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية على تلك الأراضي (المحتلة عام 1967م) بجانب كيانه الغاصب، ظناً منه والقوى المتواطئة معه، أن ذلك يضمن له السيطرة الكاملة على اقليم فلسطين والأمن والسلام مع الفلسطينيين ومع الجوار العربي المتهافت الى درجة التواطئ مع مخططاته وعدم الاستشعار لدرجة الخطورة التي يمثلها هذا التوجه في العدوان على الأمن الوطني والقومي العربي لجميع الدول العربية وما يخلفه من حالة عدم استقرار في المنطقة على غرار ما تشهده من حرائق وانفجارات يتطاير شررها الى أنحاء مختلفة.

الفلسطينيون باتوا حقيقة ثابتة اجتماعياً وسياسياً عصية على الذوبان أو التغييب، فان تدمير حل الدولتين فوق اقليم فلسطين يفتح الباب على مصراعيه لحل الدولة الواحدة، ولكن ليست الدولة العنصرية الاستعمارية الاستيطانية التي يسعى الكيان الصهيوني لفرضها بالقوة وطمس الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني كما ترسم لذلك صفقة القرن الأمريكية، هذه الدولة العنصرية الاستعمارية يرفضها ويقاومها الشعب الفلسطيني بكل فئاته وقواه، مؤكداً أن البديل الطبيعي لها هوالدولة الواحدة الديمقراطية على كامل اقليم فلسطين التاريخية، التي تقوم العلاقة فيها بين الفرد والدولة على أساس المساواة في المواطنة وفي الحقوق والواجبات، فالدولة هي دولة سكانها على اختلاف عقائدهم وألوانهم وأجناسهم، فذلك هو الحل الطبيعي والوحيد الكفيل بانهاء هذا الصراع، واحلال الأمن والسلام من خلاله للجميع، والذي لابد أن يجد السند والتأييد من المجتمع الدولي وقواه المختلفة، التي ترفض قوانينه وقراراته كافة أشكال الميز العنصري، كما رفض وأسقط النظم العنصرية في جنوب القارة الافريقية وانتصر للعدالة والمساواة بين البيض الأوروبيين المستوطنين والسكان الأفارقة الأصليين، وهنا أستذكر مداخلتي القصيرة على منصة مؤتمر حركة «فتح» السابع المنعقد في رام الله في نوفمبر 2016م، والتي قصرتها على طرح هذه الرؤية وضرورة التأكيد على رفض الدولة العنصرية الواحدة التي يفرضها الاحتلال على الأرض كبديل لحل الدولتين، اننا نؤكد تمسكنا بحل الدولتين وأمام التراخي الدولي من جهة وسياسات الكيان الصهيوني المنكرة له لغاية الآن من جهة أخرى، فانه يفتح الباب واسعاً أمام حل الدولة الواحدة ولكن ليست الدولة العنصرية التي يسعى اليها والمرفوضة دولياً وعربياً، وانما الحل العادل الذي يؤدي الى اقامة الدولة الديمقراطية الواحدة التي ترتكز على أساس المساواة في المواطنة والحقوق والواجبات، والتي تؤدي الى هزيمة المشروع الصهيوني الاستعماري العنصري الاستيطاني التوسعي، واعادة الحقيقة التاريخية والسياسية والقانونية لاقليم فلسطين واحلال الأمن والسلام للجميع في فلسطين والمنطقة برمتها.

هذا الاستعراض قد يكون معروفاً للكثيرين، لكن الهدف منه هو أن تدرك القوى الفاعلة في السياسة الدولية وفي مقدمتها دول مجلس الأمن الدائمة العضوية، والمنتظم الدولي والدول العربية الشقيقة، أن شعب فلسطين لن يستسلم أمام جبروت القوى العنصرية والتراخي الدولي..

نشر في جريدة الدستور

التعليقات على خبر: فلسطين من حل الدولتين إلى حل الدولة الواحدة...!«2-3»

حمل التطبيق الأن